جريدة العاصمة
عاد شبح ارتفاع أسعار الدواجن ليُلقي بظلاله على موائد المغاربة، مُفاقماً من أزمة القدرة الشرائية التي يعيشونها. وبينما ربطت تقارير إعلامية هذه الزيادة بموجة الحرارة التي أثرت على قطاع الدواجن، كشفت معطيات حصلت عليها “مدار21” من مهنيين في القطاع أن الأسباب أعمق من ذلك بكثير، وتتعلق بشكل أساسي بغياب الرقابة على الشركات المُحتكرة لأسواق الأعلاف ومُدخلات الإنتاج، ما يحول دون استفادة المستهلك من الانخفاضات العالمية في أسعار الأعلاف.
لم تكن موجة الحر الشديدة التي اجتاحت المغرب نهاية يونيو وبداية يوليوز الجاري بريئة من تأثيراتها السلبية على القطاع الفلاحي، وخاصة قطاع الدواجن. فقد أدت درجات الحرارة المرتفعة إلى تراجع في المعروض من الدجاج الحي، ما دفع بأسعاره لتتجاوز 32 درهماً للكيلوغرام في الاسواق ،وفي هذا السياق، أكد محمد أعبود، رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، أن تأثير الحرارة حقيقي، لكنه شدد على أنه ليس السبب الوحيد أو الرئيسي لهذه الزيادة الصارخة.
وأشار أعبود إلى أن المشكلة الجوهرية تكمن في الارتفاع المستمر لأسعار مدخلات الإنتاج، ولا سيما الأعلاف، رغم انخفاض أسعارها عالمياً وفقاً لبورصة شيكاغو. وعزا ذلك إلى الاحتكار الذي تمارسه شركات الأعلاف في غياب تام للرقابة، ما يضر بالمربين والمستهلكين على حد سواء. كما انتقد جودة الأعلاف المتوفرة في السوق وغياب مختبرات مستقلة لضبط الجودة، محملاً المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية مسؤولية عدم مراقبة المفاقس وحماية الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن التي وصفها بأنها لا تمثل المربين بشكل حقيقي وتراكم أرباحاً خيالية، مشيراً إلى أن 50% من الكتاكيت المغربية تباع في السوق السوداء.

