جريدة العاصمة
سادت حالة من الفوضى والارتباك صباح أمس السبت، بمحيط كلية العلوم والتقنيات بفاس، تزامناً مع إجراء امتحان الطب الموحد لطلاب إقليم تازة، في أول سنة بعد نقل مركز الامتحان من وجدة إلى فاس، الظروف التي وصفها أولياء الأمور بـ”المستهترة” أثارت تساؤلات حول مدى جاهزية المركز الجديد، ومصداقية العملية برمتها، وحقوق المترشحين.
وتحوّل محيط الكلية إلى ما يشبه ورش أشغال مفتوح، حيث تزامنت أشغال طرقية ميدانية مكثفة مع موعد الامتحان، ما أدى إلى انتشار الضوضاء واختناق مروري حاد على مستوى المقطع المؤدي إلى الكلية، عدسات المرافقين وشهود عيان وثّقت مشاهد من الفوضى، ضوضاء السيارات وصيحات التوتر، في مشهد يتناقض كلياً مع الشروط الأساسية لإجراء امتحان بهذا الحجم، الذي يتطلب أقصى درجات التركيز.
و عبّر أولياء الأمور عن غضبهم من عدم تعليق هذه الأشغال، ولو بشكل مؤقت، معتبرين ذلك “استهتاراً” بحق أبنائهم في التهيئة النفسية والهدوء قبل امتحان مصيري، وأكدوا أن الظروف التي جرت فيها الاختبارات “لا ترقى إلى المستوى المطلوب”.
في سياق متصل، أثار تخصيص فضاء خاص لـ”عزل” مترشحي إقليم تازة عن باقي المترشحين، دون أي توضيح رسمي للأسباب، موجة من الاستغراب والتساؤلات، هذا الإجراء المفاجئ أثار الشكوك وشبهات حول مدى احترام مبدأ تكافؤ الفرص، وسرية أوراق الامتحان، ومصداقية العملية برمتها، غياب الشفافية في هذا الجانب عمّق من حالة القلق بين الحاضرين وأولياء الأمور.
ولم تقتصر المشاكل على الضوضاء والفصل الغامض للمترشحين، بل تعدتها إلى خروقات إجرائية قد تهدد حقوق الطلاب، فخلافاً للمساطر المعمول بها، لم يتمكن المترشحون من توقيع لوائح الحضور عند تسليم أوراقهم، هذا الإجراء، الذي يضمن حقوق الطابة في حال ضياع الأوراق أو الطعون المرتبطة بها، تم تجاهله تماماً، ما يُعد “خرقاً” للإجراءات الأساسية، وفقاً للمرافقين.
يُذكر أن وزارة التعليم العالي كانت قد قررت تحويل مركز اجتياز امتحان الطب الخاص بتازة من وجدة إلى فاس ابتداءً من هذه السنة، في خطوة قيل إنها تهدف إلى تسهيل ظروف المترشحين، إلا أن ما وقع اليوم يطرح تساؤلات حقيقية حول جاهزية المركز الجديد ومدى مراعاة خصوصية وكرامة المترشحين القادمين من مناطق بعيدة، والذين قطعوا مسافات طويلة ليجدوا أنفسهم في بيئة لا تساعدهم على التركيز في أهم امتحان في مسيرتهم الدراسية.
