جريدة العاصمة
أدلى شاهد رئيسي في قضية تاجر المخدرات الدولي الحاج أحمد بن إبراهيم، المعروف بـ”اسكوبار الصحراء”، بشهادة مدوية أمام المحكمة اليوم الخميس، كاشفًا عن تفاصيل مثيرة تتعلق بعلاقاته المتشعبة، لا سيما مع زوجته السابقة الفنانة لطيفة رأفت، وضلوع شخصيات سياسية ورياضية بارزة مثل سعيد الناصري، الرئيس السابق لنادي الوداد البيضاوي، وعبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق. هذه الشهادة ألقت الضوء على جوانب خفية من حياة “اسكوبار الصحراء” ونفوذه، مقدمةً صورة معقدة للعلاقات التي نسجها في كواليس عالم الجريمة والسياسة.
الشاهد، الذي عُرّف بـ”توفيق.ز”، أكد أن لطيفة رأفت، التي حضرت بهو المحكمة دون دخول قاعة الجلسات، كانت تمثل “سدًا منيعًا” أمام لقاءات الحاج أحمد بن إبراهيم بالناصري وبعيوي. وقد وصف الشاهد رأفت بأنها “إنسانة خلوقة ومحافظة”، مشيرًا إلى أنها عملت على “تنظيف” الفيلا التي انتقل إليها الزوجان بالدار البيضاء بعد زواجهما. وكشف “توفيق.ز” أن الخلافات بين الزوجين تصاعدت بسبب رفض رأفت لحياة السهرات التي كان يعيشها بن إبراهيم، مما أدى إلى تعرضها للعنف ذات ليلة ومغادرتها الفيلا مطالبة بالطلاق. هذا الطلاق، بحسب الشاهد، تم الاحتفال به بـ”حفل النصر” الذي حضره الناصري ورقص فيه على أنغام أغنية “أنت باغية واحد” لسعد المجرد، في إشارة رمزية إلى زوال العقبة التي كانت تمثلها رأفت أمام لقاءاتهم.
لم تقتصر شهادة “توفيق.ز” على الجانب الشخصي، بل امتدت لتكشف عن طبيعة علاقات “اسكوبار الصحراء” بشخصيات نافذة. فقد وصف الشاهد العلاقة بين الحاج أحمد بن إبراهيم، سعيد الناصري، وعبد النبي بعيوي بأنها كانت “متينة”، مشيرًا إلى أن الناصري كان يقضي وقتًا أطول بكثير مع بن إبراهيم مقارنة ببعيوي. كما كشف الشاهد عن تفاصيل مثيرة حول فترة اعتقال بن إبراهيم في موريتانيا وسجن الجديدة بالمغرب، حيث وصف ظروف اعتقاله في نواذيبو بأنها كانت “رفاهية” أشبه بـ”بهو محترم” وليس سجنًا. وأشار الشاهد إلى أن بن إبراهيم طلب منه الاتصال بالناصري وبعيوي بعد صدور حكم إدانته بعشر سنوات سجنًا في عام 2019، مطالبًا بـ”رزقه”، مما يعمق التساؤلات حول طبيعة الروابط المالية التي جمعت هؤلاء الأطراف.

