جريدة العاصمة
شكلت المخيمات الحضرية، التي كانت تُنظم بشراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الشباب) والجماعات الترابية، نافذة أمل حقيقية لأبناء الأسر ذات الدخل المحدود والطبقات المعوزة بمدينة الحاجب، فبفضل الميزانيات المخصصة للتنشيط المحلي، أتاحت هذه المخيمات تجربة صيفية متكاملة، سمحت للأطفال بالانخراط في أنشطة تربوية وترفيهية متنوعة، وتطوير مهاراتهم الاجتماعية والثقافية، تحت إشراف أطر تربوية متخصصة، كانت هذه المبادرة تجسيداً لمبدأ تكافؤ الفرص، ورافداً مهماً في تنشئة جيل واعٍ ومدرك لقيم المواطنة.
ولم تكن المخيمات الحضرية مجرد فضاء للترفيه، بل كانت منارة للتفاعل الاجتماعي والثقافي والرياضي، فقد ساهمت في صقل مهارات التواصل، وتعزيز روح التضامن، وتنمية الاعتماد على الذات لدى الأطفال المستفيدين. كما قدمت لهم فرصة فريدة للاستفادة من ورشات المسرح والعديد من الأنشطة الفنية والثقافية، بالإضافة إلى حصص السباحة، لقد كانت هذه المخيمات منصة حقيقية لغرس قيم الانتماء والمواطنة في نفوس الأجيال الصاعدة، مما جعلها ركيزة أساسية في بناء شخصيات متوازنة ومنتجة.
وتساءل العديد من الآباء و فعاليات مدنية عن الأسباب الحقيقية وراء اختفاء هذه المخيمات الحضرية من مدينة الحاجب، تاركة وراءها فراغاً كبيراً في برامج التنشيط الصيفي الموجهة للفئات الأكثر احتياجاً، حيث يُثار تساؤل خاص حول مسبح المخيم “الشهيد محمد حوري”، الذي كان يُملأ عادة من الثقب المائي المجاور. فبعد أنباء عن جفاف هذا الثقب العام الماضي جواستخدام الصهاريج لملء المسبح، يظل التساؤل قائماً حول كيفية ملئه هذا العام، في ظل غياب أي معلومات رسمية حتى كتابة هذه السطور عن مصير هذه المخيمات الحيوية.

