تازة.. هل ينقذ “الواد البارد” ساكنة جماعة مغراوة من العطش؟

جريدة العاصمة

في الوقت الذي تتباهى فيه وزارة التجهيز والماء بمنصة “الما ديالنا” الرقمية لتسليط الضوء على الثروات المائية للمغرب، تعيش جماعة مغراوة بإقليم تازة مفارقة مؤلمة تجسد حجم التناقض بين وفرة الموارد المائية وواقع العطش الذي يضرب عشرات الدواوير. فبينما تتدفق مياه عين “مغارة الواد البارد” بغزارة طوال العام، تظل ساكنة دواوير مثل تيزي، فريطسة، وأولاد الشريف تعاني في صمت من نقص حاد في الماء الصالح للشرب، ما يضطرهم لقطع مسافات طويلة أو الاعتماد على صهاريج محدودة.

 

تُعد عين مغارة الواد البارد، التي تنبع من أعماق جبال مغراوة، من أهم المصادر المائية الطبيعية في المنطقة. تتميز هذه العين بصبّها المنتظم والقوي على مدار السنة، ما يؤهلها لتكون مصدراً استراتيجياً وحيوياً لتزويد الساكنة بالماء. ومع ذلك، لا تزال هذه الثروة المائية مهملة دون أي مشاريع حقيقية لتهيئتها واستغلالها، لتضيع مياهها دون أي فائدة تُذكر، في ظل معاناة يومية للمواطنين من نقص حاد في هذا المورد الحيوي.

Ad image

وتصاعدت أصوات الساكنة المحلية ومنظمات المجتمع المدني مطالبةً بتحويل مغارة الواد البارد إلى مصدر مائي رسمي يخدم جماعة مغراوة والجماعات المجاورة. وتتلخص أبرز مطالبهم في إطلاق مشروع استعجالي لتزويد المنطقة بالماء انطلاقاً من هذه العين، بالإضافة إلى إدراج هذا المشروع ضمن الأولويات التنموية للمجلس الإقليمي والجهوي.

 

تطرح هذه المفارقة الصارخة تساؤلات جدية حول العدالة المائية ونجاعة التخطيط الترابي. فكيف يمكن لهذه الثروة المائية أن تهدر بينما يعاني الإنسان والحيوان من العطش؟ إن إنصاف مغراوة، وفقاً للمطالب المحلية، لن يتحقق بالتصريحات والمنصات الرقمية فحسب، بل يتطلب تدخلاً فعلياً على الأرض ومشاريع مهيكلة تُنقذ الساكنة من أزمة العطش، وتُثَمّن هذه النعمة الطبيعية قبل أن تتبدد، فهل ستستجيب السلطات لهذه المطالب وتُحوّل مياه الواد البارد من كنز مهمل إلى شريان حياة لساكنة مغراوة؟

شارك المقال :
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *