جريدة العاصمة
تتوالى الدورات الانتخابية وتتعاقب المجالس المحلية في مدينة بولمان، لكن مشهداً واحداً يبدو عصياً على التغيير، سياسة الحلول الترقيعية التي تنهجها المجالس المنتخبة في معالجة البنية التحتية. فبدلاً من اعتماد استراتيجية شاملة لتعبيد الطرق وتهيئة الأزقة بما يتناسب مع تطلعات المدينة نحو التنمية، تجد الساكنة نفسها أمام مشاهد متكررة لعمليات ترقيع عشوائية تفتقر لأدنى معايير الجودة والتخطيط، وكأنها محاولات مستعجلة لذر الرماد في العيون.
و تتجسد هذه الظاهرة بوضوح في الأزقة التي لا تزال تعاني من إهمال وتهميش، حيث لا تتجاوز أعمال الصيانة بضعة أمتار يتم رصفها بالإسفلت بشكل غير متقن، ليظل الجزء الأكبر من الطريق على حاله من التدهور. هذا المشهد يثير تساؤلات جدية حول الرؤية التنموية للمدينة، ويترك الساكنة بين مطرقة الحفر وسندان الترقيع، يتنقلون بصعوبة في شوارع تفتقر لأبسط مقومات التهيئة الحضرية.
في هذا الصدد أكدت فعاليات مدنية أن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: هل تعتبر هذه الممارسات بداية لعملية تهيئة حقيقية وفعالة ترقى ببولمان إلى مصاف المدن المتميزة، أم أنها مجرد استمرار لنمط إداري يعتمد على الحلول المؤقتة التي تحول شوارع المدينة إلى لوحات تجريدية من الترقيع والإهمال؟ إن تطلعات الساكنة تتجاوز مجرد سد الثغرات الظاهرة، لتشمل تهيئة عمرانية شاملة تضمن لهم بيئة عيش كريمة.

