صراع المقاعد يشعل المنافسة المبكرة بين أحزاب التحالف الحكومي بجهة فاس-مكناس
تم النشر بتاريخ 22 يناير 2025 على الساعة 15:24
جريدة العاصمة / محسن النية
بدأت ملامح حرب انتخابية مبكرة تلوح في الأفق بجهة فاس-مكناس، حيث تتسابق أحزاب التحالف الحكومي لاستقطاب الشخصيات المؤثرة والمستشارين ذوي الثقل الشعبي والمالي فيما بينها، وقد شهدت الجهة تحولات سياسية وانتخابية بارزة في عدة جماعات ترابية، أبرزها مكناس وتازة، مما يؤشر على بداية مرحلة جديدة من التموقع السياسي، خاصة في المناطق القروية التي لا تزال محكومة بمنطق الأعيان والقبلية، ففي مكناس من المرتقب أن يشكل الإنقسام الداخلي لحزب التجمع الوطني للأحرار وخسارة رئاسة الجماعة وفاة المستشار الشامي ضربة موجعة للتجمعيين في حين أن البام والإستقلال يسيرون في ذات النهج، أما بتازة فستعرف حسب مراقبين تقهقرا للبام والحمامة بعد فشلهما في انتخابات رئاسة مجلس الجماعة والتي ظفر بها حزب الإستقلال، أما إقليم صفرو فيرى مراقبون أنه لن تطرأ تغييرات كبيرة على المشهد الإنتخابي.
أما بإقليم تاونات فقد تكبد حزب الاستقلال أحد مكونات التحالف الحكومي خسائر متتالية في جماعات الإقليم، كان آخرها فقدان رئاسة جماعة بني سنوس بعد انقلاب مرشحيه ودعمهم لمرشح حزب الحمامة،وقد أحدث الحكم الإبتدائي لمحكمة جرائم الأموال لبراءة البرلماني قشيبل زلزالاً في المشهد السياسي المحلي بإقليم تاونات حيث من المفترض أن يعيد هذا الحكم الإبتدائي قشيبل للمنافسة و يشكل دعما نفسيا كبيرا سيوسع من حاضنته الإنتخابية بدائرة غفساي القرية ، خاصة مع الأنباء المتداولة حول احتمال انضمامه للحركة الشعبية الذي يحاول أن يبسط نفوذه وسط الصراع بين أحزاب التحالف الحكومي ، ظهور قشيبل قد يضعف حظوظ مرشح حزب الأصالة والمعاصرة في المنطقة والذي كان يفوز متذيلا ترتيب الفائزين في دائرة غفساي بفعل التوافقات والتفاهمات السياسية، و الذي تؤكد المصادر ضعف خزانه الإنتخابي وشعبيته بالدائرة، في حين يبقى الميسوري عن التجمع الوطني للأحرار المرشح ا رقم واحد للظفر بمقعده بسهولة لامتداده الشعبي و طبيعته التواصلية، و أما دائرة تيسةـ تاونات فمن المرتقب أن يهيمن حزب التجمع الوطني للأحرار بها نظرا لتواجد قيادات لها شعبية كبيرة كرئيس المجلس الإقليمي والمنسق الإقليمي للحزب محمد السلاسي.
أما بفاس، فيبدو أن المشهد السياسي مقبل على تغييرات جذرية مع انضمام تيار حميد شباط إلى الحركة الشعبية و اخبار عن احتمال خوض البرلمانية ريم شباط للإنتخابات تحت يافطة حزب أوزين بدائرة فاس الشمالية، كما أن البيجيدي يمتلك حظوظا للظفر بمقعد انتخابي بهذه الدائرة، كل هذه المعطيات قد تؤثر سلباً على تحالف البام والأحرار والاستقلال بدائرة فاس الشمالية، وفي خضم هذه التحولات، برز لاعبون جدد كالمستشار بجماعة فاس محسن اليزمي الذي يعلن في مجالسه خوضه للإنتخابات التشريعية بنفس الدائرة، فرغم محدودية تجربته السياسية وغياب كاريزما في الخطاب فقد اعتبره مراقبون منافسا قويا نظرا لامتداده الشعبي و نشاطه الخيري، هذا التحول يأتي في وقت يحاول فيه حزب الاستقلال لم شمل قواعده و الغاضبين وتوحيد الصفوف حيث يرى مراقبون ان الحزب سيحافظ على مقعده الإنتخابي بهذه الدائرة، و تأتي هذه التوقعات وسط استياء شعبي متزايد من أداء التحالف الحكومي في المدينة، توقعات تقول أن البام سيكون على شفا حفرة من هزيمة مدوية خصوصا بفاس الشمالية والتي احتل فيها المرتبة الرابعة في إنتخابات 8 شتنبر 2021 بشق الأنفس بدائرة فاس الشمالية، أما إذا ترشح البرلماني عزيز اللبار بها والذي يمتلك مكينة إنتخابية قوية وحاضنته الشعبية التقليدية فسيحافظ على مقعده، كما أن موقع القادم الجديد بحزب التجمع الوطني للأحرار خالد العجلي في التصور الإنتخابي المقبل يظل مبهما وسط أنباء عن توجه حزب الحمامة لجلب قيادة نسائية لخوض انتخابات دائرة فاس الجنوبية، وإن صح هذا التوجه فسيكون خالد العجلي منافسا شرسا للحمامة بعباءة حزب آخر بدائرة فاس الجنوبية، أما حزب الإستقلال فيرى مراقبون أنه سيحافظ على مقعده بفاس الجنوبية.
وأكد مراقبون للمشهد السياسي بالجهة إلى أن التحركات الخفية والعلنية في الجهة ستبدأ معالمها تتكشف في الأشهر القليلة المقبلة، وهو ما ينذر بمعركة استقطاب ساخنة بين الأحزاب التي تصب الترشيحات في خانتها للمنافسة على الفوز بالاستحقاق الانتخابي المنتظر، خصوصا وأن المغرب مقبل على استحقاقات كبرى منها منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم ، حيث وصف مراقبون الحكومة المقبلة بحكومة المونديال.