المؤبد لمتهم بالقتل العمد بزرهون..غرفة الجنايات بمكناس عاقبت والده وشقيقه بعشرين سنة سجنا نافذا لكل واحد منهما

تم النشر بتاريخ 6 ديسمبر 2024 على الساعة 10:59

جريدة العاصمة / خليل المنوني

طوت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس، بعد المداولة في آخر جلسة الأربعاء الماضي، صفحات الملف عدد 23/278، وأصدرت قرارها رقم 599، في ملف مثير وشائك توبع فيه ثلاثة أفراد من عائلة واحدة، ويتعلق الأمر بالمتهمين الشقيقين(أيوب.ب) و(ياسين.ب) ووالدهما(محمد.ب)، إذ حكمت على الأول، من مواليد 1994، بالسجن المؤبد، في حين عاقبت كل واحد من الثاني، المزداد سنة 2000، والثالث(62 عاما) بعشرين سنة سجنا نافذا، وبأدائهم جميعا على وجه التضامن تعويضا مدنيا قدره 60 ألف درهم لفائدة المطالبين بالحق المدني، في شخص والدي الضحية.

وتوبع الشقيقان من أجل جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، فيما توبع والدهما، الذي مثل أمام هيئة المحكمة في حالة سراح، من أجل التحريض على جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، طبقا للفصول 392 و393 و394 و395 و129 من القانون الجنائي، استنادا إلى قرار الإحالة، الصادر بتاريخ 28 غشت 2023 عن الأستاذ محمد بنمنصور، المستشار المكلف بقضايا التحقيق لدى محكمة الاستئناف بمكناس.

ويستفاد من محضر الضابطة القضائية، المنجز من طرف شرطة مولاي إدريس زرهون، أنه بتاريخ 13 أبريل 2023 تقدم المسمى رزوق الفشتالي بشكاية إلى مصلحة الشرطة يعرض فيها أنه عثر على ابنه الضحية، المسمى قيد حياته(عبد العزيز) بالخلاء المجاور لقنطرة صابر ملطخا بالدماء، مصرحا أنه عندما اقترب منه في محاولة لمساعدته على النهوض اكتشف أنه فارق الحياة، ما جعله يصاب بصدمة كبيرة.

وعند الانتقال إلى مسرح الجريمة الشنعاء، التي اهتز لها الرأي العام ببلدة زرهون، تمت معاينة جثة الهالك الشاب ملطخة بالدماء، حاملة جرحا عميقا في الرأس، فضلا عن عدة جروح غائرة على مستوى الأطراف السفلى، وكذا كسور على مستوى الكعبين وآثار الفلفل الحار(السودانية) على الوجه والملابس.

وأوضح والد الضحية أن له عداوة مع المتهمين الثلاثة، مؤكدا أنهم هم من قاموا بالتصفية الجسدية لابنه بسبب نزاع دائم حول السقي والرعي، وهي التصريحات نفسها التي أدلت بها زوجته كنزة طاطة(والدة الهالك)، مضيفة أنها سمعت المتهم الثالث وهو يقوم بتحريض ابنيه على قتل فلذة كبدها.

وبالاستماع إليه تمهيديا في محضر قانوني، اعترف المتهم الأول بالمنسوب إليه جملة وتفصيلا، مصرحا أنه خطط للاعتداء على الهالك مسبقا، حيث اشترى كمية من الفلفل الحار(السودانية) وترصد له خلف شجرة حين شاهده قادما على ظهر دابة(حمار)، وفي غفلة منه قام بنثر مادة الفلفل الحار على وجهه، قبل أن يعرضه بشكل همجي للضرب والجرح في أنحاء متفرقة من جسده، بواسطة سلاح أبيض، عبارة عن سكين من الحجم الكبير، تاركا إياه وسط بركة من الدماء. وعند استنطاقه ابتدائيا وتفصيليا في مرحلة التحقيق، جدد الجاني اعترافه بالمنسوب إليه، نافيا علاقة شقيقه ووالدهما بواقعة الاعتداء على القتيل.

من جهتهما، أنكر المتهمان الثاني والثالث المنسوب إليهما، وهو الإنكار الذي سيحطم بقوة على صخرة تصريحات الشاهدة المسماة (عائشة.ب)، حينما أكدت أنها عاينت الجناة الثلاثة وهم يخطون بسرعة نحو الأرض الفلاحية، التي وجد بها الهالك جثة هامدة، مصرحة أنها لم تعاين واقعة الاعتداء على القتيل.

يشار إلى أن تقرير التشريح الطبي، الذي خضعت له جثة الهالك بالمشرحة التابعة للمركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس بمكناس، أكد أن الوفاة نجمت عن الطعنات التي تعرض لها الهالك في أنحاء مختلفة من جسده، بواسطة أدوات حادة، ما يؤكد أن الاعتداء نفذه أكثر من شخص، ويفند مزاعم المتهم الثاني أنه لم يكن حاضرا بمسرح الجريمة.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق